Publisher's Synopsis
هذه الباقة الشعريه هي معاناة الدكتور توفيق الأنصاري خلال ثلاث فترات من حياتهً كلُّ منها تختلف عن الأ'خريات بكلِّ شيئ.
كانت معانات نفسيّه قاسيه فمن دفعهِ للدخول في الكليّة الطبيّة وزجّهِ في عالم الطب بدون رغبتهِ و بالرغم عنه إلى الصدمة الكبرى بهزيمة حزيران وفشل عبد الناصر وسقوطهِ من بطل قومي وعد الجماهير العربيّة بالمجد والسؤدد والقضاء على إسرائيل إلى قائد خانه الحظ والأصدقاء وقسم كبير من ضباطه إلى هزيمة منكره خسرنا فيه فلسطين بالكامل كما خسرنا الجولان و قسم كبير من مصر وتكبّدنا آلاف الشهداء.
وكطبيب في القرى والأرياف كان يرى ويقاسي ما يعاني الفلّاح الكادح في سبيل لقمة العيش التي لا تتوفر معظم الوقت لعائلته وأطفاله. كان يرى الفارق الكبير بينه وبين الإقطاعيين و كم كان يحزّ' في قلبهِ غياب ابسط الخدمات كالما ء الصالح للشرب وأمّا الكهرباء والمجاري فلا وجود لها. أما المدارس فشحيحة وبعيدة .
وبعد عودته من بريطانيا للأختصاص ىالرغم من نجاحه كطبيب إختصاصي، بدأت معانا ته الكبرى إذ وجد انعدام أبسط مظاهر الحريّه لا في العراق فقط بل في معظم الدول العربيه ناهيك عن السجون والمعتقلات وما تضم من مناضلين أبرياء. ولم يستطع الشاعر من الإنسجام مع دكتاتورية حكم البعث في العراق وما جرّه من ويلات وحروب. كلّ' ذلك دفعه للإنغماس في الشعر كمتنفس. وكانت أحداث عاصفة الصحراء أوجع ما قاساه الشاعر في حياته وهو يرى بغداد المهدمه وآلاف الضحايا وانتقام صدّام من العراقيين بعد فشل الثوره الشعبيه وبعد أن سمح له الأمريكان بهذا الإنتقام الوحشي. ولم يكن انغماسي في الشعر تهرّباً من الواقع المؤلم بل كنت' أقف مع العراقيين نندّد بالظلم والظالمين.
